Visit us: 170 El-Horreya El-Ibrahimia Road, Bab Sharq, Alexandria

divinext
Contact Us

تعريف الوكيل الملاحي واختصاصاته القانونية

يقصد بالوكيل الملاحي (وكيل السفينة) الشخص الذي يعينه صاحب السفينة (المجهّز) في الموانئ ليقوم بكافة الأعمال المعتادة اللازمة لاستغلال السفينة، مثل تسليم البضائع لأصحابها عند الوصول، وجمع أجور النقل المستحقة، وشراء المؤن والتجهيزات، والإشراف على إصلاحات السفينة وغيرها]. ويُعَدّ الوكيل الملاحي وكيلاً تجارياً للمجهّز، فتبعات تصرفاته القانونية تنتقل إلى الأخير. فبنص قانون التجارة البحرية المصري (رقم 8 لسنة 1990) المادة 140: “يقوم وكيل السفينة بوصفه وكيلا عن المجهّز بالأعمال المتعلقة بالحاجات المعتادة اللازمة للسفينة” كما تخوّله المادة 141 تسليم البضائع لشحنها أو لإيصالها بعد وصولها وتحصيل أجرة النقل المستحقة للمجهّز وتقوم اتفاقيات دولية على تنظيم نقل البضائع البحرية (مثل قواعد هامبورج التي صدّقت عليها مصر)، ولكنها لا تتناول بالضرورة مسؤولية الوكيل، بل تركّز على مسؤولية الناقل (المجهّز).

التمييز بين مسؤولية الوكيل الملاحي ومسؤولية الناقل البحري

تختلف مسؤوليات الناقل البحري (صاحب السفينة أو المستأجر) عمّا تقع على الوكيل الملاحي. فالناقل يتحمّل المسؤولية عن فقد أو تلف البضائع أثناء مرحلة النقل البحري حسب عقد النقل البحري والاتفاقيات الدولية المطبّقة (مثل قواعد هامبورج)، ويجب عليه تجهيز السفينة وتحميلها ونقل البضائع وتسليمها في ميناء الوجهة. أما الوكيل الملاحي فلا يتحمل التزامات النقل الأساسية وإنما يلتزم بالأعمال الإدارية والتنفيذية من أجل إنجاز عمليات شحن وتفريغ السفينة. ورغم أن الوكيل يوقّع أحياناً إذن تسليم البضاعة ويسلّم وثائق الشحن نيابة عن المجهّز، فإن مسؤولية تنفيذ العقد تقع على المجهّز/الناقِل نفسه. فالقانون المصري اعتبر وكيل السفينة “أميناً” أو وكيلاً بأجر للمجهّز، أي أن مسؤولية الناقل المباشرة تبقى قائمة أمام المرسل إليه. وبالتالي، فإن رفع دعوى تعويض عن تلف أو فقد البضاعة يتوجّه في الأساس إلى الناقل صاحب العلاقة بعقد النقل.

من الناحية العملية، يُنظر إلى الوكيل الملاحي باعتباره ممثلاً للناقل في الميناء. لذلك فإن أفعاله تعتبر تصرفات منسوبة إلى الناقل (الأصيل) بحسب قواعد الوكالة العامة. بيد أن حدود مسؤولية الوكيل تختلف عنها لدى الناقل، كما سنعرض أدناه.

مسؤولية الوكيل الملاحي عن إصدار سندات الشحن وتنفيذ تعليمات الناقل

يعتبر الوكيل الملاحي مسؤولاً عن إصدار ومتابعة سندات الشحن (أو رسائل الشحن) نيابة عن الناقل في الميناء. ومع ذلك، تنطوي مسؤولية الوكيل هنا على مسارين: تنفيذ تعليمات الناقل في تحرير سند الشحن والمستندات المصاحبة، من جهة، وتحمل تبعات البيانات الخاطئة أو أي أخطاء شخصية في إصداره للسند، من جهة أخرى.

في هذا السياق، قضت محكمة النقض المصرية في الطعن رقم 632 لسنة 57 ق (جلسة 11/12/1995) بأن العلاقة بين الناقل (صاحب إسمه في السند) والمستلم تحكمها بيانات سند الشحن حصراً. فإذا صدّرت شركة بالنيابة عن الناقل سند شحن باسمها ووقعه وكيلها، ولم يشر العقد إلى تأجير السفينة بعقد أجرة مُشارَطٍ، فإن الشركة التي يظهر اسمها وحدها مسؤولة أمام الغير عن الالتزامات الواردة بالسند وعن أي فقد أو تلف في البضاعة. وأكدت المحكمة أن إصدار الوكيل لأمر تسليم أو شهادة الإفراج لا يغيّر من هذا التزام حامل السند قبل الغير. والسبب أن الوكيل (وملاح السفينة) في هذه الحالة يُعتبر تابعاً للمستأجر (الشركة الناقلة)، ولا تفيد تصرفاته الشخصية في سند الشحن إلا داخلياً.

من ذلك يتضح أن الوكيل لا يُعد ناقلاً بحرياً بديلاً، وإخفاقه في اتباع تعليمات الناقل في بيانات سند الشحن أو في توقيعه لا يُنقل المسؤولية من الناقل. ومع ذلك، إذا تضمن تصرف الوكيل خطأً شخصياً (كالإهمال في فحص المستندات أو التوقيع دون تفويض صحيح)، فإن الوكيل نفسه يمكن أن يُسأل. وقد اعتبرت المادة 142 من قانون التجارة البحرية أن «وكيل السفينة يسأل قبل المجهز بوصفه وكيلاً بأجر»، أي إن عقد الوكالة الملاحية بالاتفاق يجعل مسؤولية الوكيل تعاقدية تجاه المجهّز عند الأداء. كما نصت المادة 143 أن الوكيل لا يسأل أمام الشاحن أو المرسل إليهم عن تلف البضائع إلا عن خطئه الشخصي أو خطأ تابعه . فإذا أصدر الوكيل أمراً بتحصيل أجرة شحن أو نفّذ الإذن بالإفراج من دون سند شحن أصلي مثلاً، وحدث نزاع، فإن أساس المساءلة القانونية يكون خطأه الشخصي وضرره.

مسؤولية الوكيل عن تمثيل الناقل أمام السلطات

تتضمن مهام الوكيل الملاحي تمثيل الناقل أمام الجهات الرسمية في الميناء مثل شرطة الموانئ والجمارك والموانئ والهيئات التنظيمية. فوكيل السفينة يقوم بالإجراءات الجمركية وتنظيم تراخيص الإبحار والتنسيق مع مصلحة الموانئ وغيرها. وفي حال ارتكب الوكيل خطأً أو إهمالاً في تعامله مع هذه السلطات (مثل تقديم بيانات غير صحيحة أو الاستيفاء الخاطئ للرسوم)، فإن ذلك يقع ضمن أخطاء تنفيذ الوكالة. وبما أن الوكيل يتصرف كوكيل مأجور، فإن المسئولية الناشئة تكون على سبيل التقصير الشخصي: ففي حال تسبب في ضرر للمجهّز أو للغير نتيجة تصرفه أمام الجهات، يُحاكم الوكيل مدنياً كمتسبب بالضرر. وتأكيداً لذلك، ينص الفقه أن الوكيل يُسأل «تجاه الغير عن الأخطاء التي يرتكبها شخصياً في تنفيذ المرحلة الأخيرة من عقد النقل».

مسؤولية الوكيل عن الإهمال في تسليم البضائع أو الإفراج عنها

من واجبات الوكيل الملاحي أيضاً إعلام أصحاب البضائع بوصول حمولاتهم، واستلام سندات الشحن منهم لتنظيم إذن استلام وتسليمها إليهم لدى الجهات الجمركية. وإذا تسلم الوكيل بضاعته شاحناً في السفينة ثم أفرج عنها للمرسل إليهم عند الوصول، فإن عليه التأكد من هوية المستلم وسداد الرسوم المقررة. وإذا كان هناك إهمال أو خطأ شخصي أدى إلى تسليم بضاعة ناقصة أو تالفة أو لمن ليس له حق، فإن الوكيل يتحمل المسؤولية مباشرة عن الضرر الناشئ. فالقانون يعدّ تسليم البضاعة من أعمال الوكيل الملاحى الاعتيادية، ولكنه لا يُسقط مسئولية الوكيل الشخصية إذا انطوى التسليم على خطأ أو إهمال. على النقيض من ذلك، إذا كان التأخير أو الخطأ في التسليم ناتجاً عن قوة قاهرة لا دخل للوكيل فيها، فقد يعفى من المسؤولية. ولكن بشكل عام فإن شرط عقدي مُبرم بين الوكيل والمجهّز قد يُلزم الوكيل باتخاذ أقصى درجات العناية عند التخليص وتسليم البضائع.

مسؤولية الوكيل الملاحي تجاه المرسل إليه والمتعاملين مع السفينة

يتعامل الوكيل الملاحي مع المرسل إليه (الوكيل الشحن) أو أصحاب البضائع مباشرة، إذ إنه يتسلم الأوامر من الناقل وينفذها في الميناء. ورغم ذلك، فلا يُعتبر الوكيل مسؤولاً عن كل أضرار تحدث للبضاعة أثناء النقل إلا في نطاق خطأه الشخصي. فمثلاً، إذا لم يقُم بتسليم وثائق الشحن في الوقت أو فقدها، فإن له أن يبرر ذلك. لكن إذا كان هناك تلف في البضائع أثناء بقاءها رهن عهدته (مثلاً تحت سقائف المستودع)، فإن على الوكيل تطبيق قواعد المسؤولية التقصيرية إذا فشل في حفظها. وبذلك ينسجم موقف التشريع المصري مع القانون العام: فالوكيل يبقى ضامناً لتصرّفاته الخاطئة في أداء وكالته تجاه المجهز أو الغير، ولكن نطاقها لا يتعدى أخطاءه الذاتية وعيوبه في تنفيذ التعليمات. وهذا يوضح أيضاً تمييز “مسؤولية وكيل السفينة” عن “مسؤولية الناقل البحري”؛ فالناقل المتعاقد هو المشمول بضمان وحفظ البضاعة طيلة فترة النقل، بينما الوكيل مسؤول عن أداء أعمال الوكالة بحسن نية وكفاءة.

التطبيقات القضائية وأمثلة أحكام محكمة النقض

  • طعن نقض 1203 لسنة 60 ق (1994): ذكرت المحكمة أن لكل سفينة أجنبية عاملة في مصر وكيل ملاحى يحلُّ محل المالك في ممارسة جميع أعمال السفينة داخل البلاد، ومقر الوكيل يعد موطناً للمالك لتبليغ الدعاوى والأوراق القضائية. وبناءً عليه، فإن الوكيل يمثل المالك أمام القضاء المصري، وإذا رفع أحد المرسلين أو السلطات دعوى تتعلق بأعمال السفينة، يعتبر الوكيل هو المدعى عليه ظاهرياً.
  • من خلال هذه السوابق يتضح أن القضاء المصري ينظر إلى الوكيل الملاحي كـ«نائب» قانوني للناقل في الدعاوى المحلية. ومع ذلك، يُقيّد القانون هذه الوكالة العامة بأن مسؤولية الوكيل تجاه الغير ترجع إلى أخطائه الشخصية فقط. وكذا صدر حكم آخر (طعن 1941 لسنة 51 ق، 1993) أشار إلى أن الوكيل إذا ادعى حقوقاً على المجهز أو صرف مصروفات باسم المجهز فعليه إثبات الوكالة كتابة.

أثر الخطأ الشخصي للوكيل أو تابعيه على المسؤولية المدنية

تشدد القواعد المصرية على أن الوكيل الملاحي قد يُعاقب تعويضياً فقط عن أخطائه الشخصية أو أخطاء من يلجأ إليهم (تابعيه في الوكالة). فالمادة 143 من قانون التجارة البحرية تنص صراحة على أن الوكيل لا يسأل عن تلف البضاعة إلا عن خطئه الشخصي أو خطأ تابعه. ومن ثم، إذا ارتكب موظفو الوكيل أو المقاولون البحريون الذين تكفّل بهم أعمال الشحن/التفريغ خطأً أدى إلى تلف البضاعة، فإن الوكيل نفسه يصبح مسؤولاً عن ذلك باعتباره المسؤول الإداري والتجاري عن هذه العملية. وبخلاف ذلك، لا يجوز تحميل الوكيل عواقب قوة قاهرة أو أخطاء الغير عن بعد (كأعطال فنية طارئة في السفينة مثلاً) ما لم يثبت تخلّفه عن اتخاذ الاحتياطات اللازمة. هذا التقسيم يضع مرتكزاً تشريعياً: مسؤولية الوكيل مراعاةً لمبدأ التعويض عن الخطأ (مسؤولية تقصيرية)، ومستوى البراءة عن الأخطاء الشخصية مساوٍ لمستوى الخطأ الجسيم الذي لم يمكن التوقع من حدوثه.

علاقة الوكيل بالناقل (وكالة العقود والوكالة التجارية)

تأسست علاقة الناقل والوكيل الملاحي على عقد وكالة تجارية. إذ يوكّل الناقل وكيله بالمهام النمطية للسفينة في الميناء. وتخضع هذه الوكالة لأحكام القانون المدني المصري المتعلقة بوكالة العقود، بالإضافة إلى قواعد القانون التجاري. فالوكيل هو وكيــلٌ مأجور عن الناقل في الأعمال البحرية الداخلية. وعليه يقع عبء الإثبات على الوكيل إذا ادعى وجود وكالة لتبرير تصرفاته (بحسب القانون المدني المصري والمادة 144 من القانون البحري). وحيث إن القوانين المصرية تعتبر وكيل السفينة نائباً قانونياً للمجهز في نطاق الدعاوى المتعلقة بالسفينة، فإن النزاع بين الناقل ووكيله يُعالج بضوابط الوكالة: مثلاً لا يُسرِّر الوكيل تصرفات خارج نطاق الصلاحيات التي وكلّ إلى أداءها، وإلا كان المجهّز برفع دعوى لطلب التعويض عنه. من جهة أخرى، قد يدخل مفهوم «الوكيل التجاري» أو «الوكيل المحلي» في العقود التي تتناول تمثيل شركات الملاحة الأجنبية بالمحليين، حيث يُلزَم الوكيل بنقل أعمال الشركة وحمايتها تجارياً. ولكن في جميع الأحوال يبقى الاتفاق على نطاق العمل وصلاحيات الوكيل محكوماً بقواعد الوكالة العامة في القانون المصري.

العقود الموقعة مع الوكلاء الملاحيين – شروط عدم المسؤولية ومدى صحتها

تعتمد معاملات الشحن في العادة على عقود وكالة ملاحية مكتوبة تحدد واجبات الوكيل والتزاماته وتعويضاته، وفيها قد يتضمن الطرفان بنوداً تتعلق بحدود ومسؤولية الوكيل (أحياناً تشمل شرطاً ينفي مسؤولية الوكيل). من الناحية القانونية، تُعترف بقاعدة «العقد شريعة المتعاقدين»]، مما يعني جواز الاتفاق على بنود تقيّد مسؤولية الوكيل أو تحصرها في حالات معينة. ومع ذلك، فإن هناك قاعدة دستورية وعرفية عامة تقضي بعدم جواز إسقاط المسؤولية عن الأفعال الشخصية الجسيمة للوكيل. فإذا نص عقد الوكالة على أن الوكيل «لا يضمن أي تلف أو فقدان للبضاعة»، فإن هذا الشرط قد يفسَّر ضيّقاً أو يبطل إذا تعدّى الإعفاء المسموح به بحكم القانون. فالوكيل في الجوهر غير معفى من مسؤوليته الشخصية المتصلة بتنفيذ المهمة بحسن نية. وعلى الرغم من عدم وجود نص صريح يمنع شرط الإعفاء في قانون التجارة البحرية المصري، فإن المادة 143 ترفض ضمنياً إخراج الوكيل كلياً من دائرة المسؤولية عن أخطائه الشخصية. في ضوء ذلك، فإن شرط «عدم المسؤولية» في عقد الوكالة البحرية غالباً ما يتم تطبيقه في حدود التفسير الضيق، وليس التخلّي الكلي عن تعويض الضرر المُثبت.

المسؤولية المحلية داخل الموانئ المصرية والمسؤولية في إطار النقل البحري الدولي

محلياً، يخضع عمل الوكيل الملاحي للقوانين واللوائح المصرية: قانون التجارة البحرية رقم 8 لسنة 1990، والنظم الجمركية والموانئ المصرّية. وبمقتضاها، يجب أن يكون الوكيل حاصلاً على ترخيص مزاولة نشاط الوكالة الملاحية حسب التشريع المصري ويتكفّل بتنظيم الأوراق البحرية وربط علاقات التواصل بين الناقل والسلطات المحلية. وإذا حدث إهمال في إحدى خطوات التخليص الداخلي، فإن الوكيل يُلاحق وفقاً لقواعد المسؤولية العامة.

دولياً، يقع عقد النقل البحري غالباً تحت مظلة معاهدات دولية كـ(قواعد هامبورج مثلاً التي صدّقت عليها مصر أو الاتفاقيات الملزمة بخلافها. إلا أن هذا لا يُغير من القاعدة العامة: إذ لا يوجد نص دولي يبرِّئ الوكيل الملاحي من مسؤوليته التعاقدية تجاه الناقل، كما أنه لا يوسع مسؤولية الناقل ليشمل أخطاء وكيله. فالوكيل في العلاقات الدولية يبقى وكيلًا محلياً، ويطبق عليه القانون الذي يحكم المعاملة المحلية (مثلاً قانون النقل المصري أو لوائح الدولة المضيفة للسفينة). وفي حال تداخل مسؤوليات (مثلاً في النقل متعدد الوسائط بين مصر ودول أخرى)، فإن كل مرحلة تنظمها القوانين النافذة فيها. لكن الضرر الحاصل للبضاعة يُطالب به أمام الطرف المسؤول عقودياً – وعادةً الناقل «العقدي» الذي يرتبط تعاقدياً بالمرسل إليهم. وعلى سبيل المثال، إذا وقع تلف في بضاعة أثناء مناولة الوكيل في ميناء مصري، فإنه يتم رفع الدعوى على الوكيل أمام القضاء المصري (وكيل كالتابعة بالتعويض)، وليس تحت أحكام اتفاقية بروكسل أو هامبورج مباشرة. بشكل عام، يمكن القول إن نطاق مسؤولية الوكيل الملاحي يظل محصوراً في نطاق القانون المصري عند التعاملات في الموانئ المصرية، وهو يتقاطع مع مسؤولية الناقل الدولي فقط من حيث أن الطرف الأخير قد يلجأ إلى الرجوع ضده في منازعات التعويض.

نصائح ختامية من مكتب الدكتور مصطفى الروبي للتعاقد الآمن مع وكلاء السفن

بناءً على ما تقدم من مبادئ قانونية وخبرة عملية، يقدم مكتب الدكتور مصطفى الروبي للمحاماة والاستشارات القانونية النصائح التالية لأصحاب البضائع وشركات الشحن عند التعاقد مع وكلاء ملاحيين:
– التحرّي عن الخلفية القانونية والتراخيص: تأكدوا من أن الوكيل المرشح مسجل ومرخّص وفقاً للأنظمة المصرية، وله سجل حسن في التعامل مع السفن. فالتعاون مع وكيل موثوق يقلل المخاطر القانونية والتشغيلية.
– وضع حدود واضحة للوكالة في العقد: صغوا عقد الوكالة البحرية بشكل يحدد مهام الوكيل وصلاحياته بدقة، والنطاق الزمني والمكاني للعمل. استوضحوا نقاط مثل إصدار سندات الشحن، والتخليص الجمركي، واستلام الأجرة، وخدمات التوريد. حددوا المسؤوليات والمستندات المرجعية بوضوح لمنع النقاش مستقبلاً.
– صياغة بند المسؤولية والتأمين: شاوروا محامياً لصياغة شروط العلاقة المالية والتأمينية. يمكن إدراج شرط يلزم الوكيل بحماية مصالحكم (مثلاً عبر تأمين بحري ضد فقد أو تلف البضائع أثناء عهدته)، مع التنبيه إلى أن شرط «إعفاء الوكيل التام» من المسؤولية لن يحظى بتطبيق يُجاوز حدود الخطأ الشخصي.
– المتابعة والمحاسبة: احرصوا على متابعة تنفيذ الوكيل لتعليماتكم بشكل دوري، وتقديم تقارير أو فواتير مفصلة. ولا تتهاونوا في مطالبة الوكيل بمعالجة أي خلل فني أو تأخير يلوح به أثناء تنفيذ خدماته، لتفادي تفاقم الأضرار.
– استشارة قانونية منتظمة: عند توقيع عقود وكالة ملاحة جديدة أو تعديل سابقة، يُنصح بالاستعانة بمستشار قانوني متخصص لضمان توافق الشروط مع أحكام القانون البحري المصري. فالمراجعة القانونية تقلل فرص النزاعات المستقبلية وتحمّي أصحاب البضائع من المطالب التعويضية غير المتوقعة.

باتباع هذه الإرشادات القانونية والعملية، يمكن لأصحاب البضائع وشركات النقل البحري تعزيز حماية مصالحهم وتقليل المخاطر الناجمة عن أخطاء وكلاء السفن، وضمان معاملة قانونية سليمة ودقيقة في إطار نقل البضائع البحرية.